شكواك يا مرهف الإحساس شكوانا |
فاسمح لقلـبك أن يصـغى لنجوانا |
وافتح لنا من حـنايا القلب مغلقها |
فقد فتحنا لمن نهـوى حنايانا |
أعيذ وجهك أن تنساه ذاكرتي |
وهل نطيق لمن نهواه نسيانا؟! |
أعيذ قلبك أن يشقى بلوعته |
وأن يفجر فيه الحزن بركانا |
أمدد إلى يد الإخلاص في زمن |
قد صار فيه حليم العقل حيرانا |
قل للذين بنوا قصراً على جرف: |
من ذا يقيهم على الأوحال بنيانا؟! |
وارفع بها صوتك العالي يخالطه |
صوتي، وصرخة حق من صبايانا |
ندعو قساوسة فيهم ورهبانا: |
أما تخافون رب العالمين، وقد |
سقتم إلى خندق التثليث رومانا؟! |
دعوا الحجاب لنا، آياً مرتلة |
تضيء روحاً وإحساساً ووجدانا |
دعوا الحجاب لنا نوراً يُضيء لنا |
درب العفاف ويبدي وجه من خانا |
دعوا الحجاب لنا عزا ومكرمة |
دعوه نوراً من التقوى وبرهانا |
دعوا الحجاب امتثالاً نستلذ به |
شكراً على نعم المولى وعرفانا |
دعوه روضاً من الأخلاق مزدهراً |
ومرنة أنعشت بالغيث بستانا |
دعوه سدّا أمام العابثين بما |
يسمو به ديننا طهراً وإحصانا |
دعوا الحجاب لنا حقاً ينزهنا |
واستكملوا سيركم لهواً وعصيانا |
صوغوا قوانينكم وهماً يضللكم |
بها تطيعون في الأهواء شيطانا |
وسافروا في دروب اللهو واتخذوا |
من النساء إلى إبليس قربانا |
سيحوا، وغوصوا، وذوبوا في رذائلكم |
فنحن أثبت بالإسلام أركانا |
يا من تلوتم أناجيلاً محرفة |
إنا تلونا بوحي الله قرآنا |
نصوص إنجيلكم، آياتها كشفت |
- برغم تحريفكم- عن صدق دعوانا |
هلا رجعتم إلى الحق الذي شهدت |
به أناجيلكم صدقاً وتبيانا؟ |
لو تنظرون بعين المنصفين، لما |
للعنصرية وجه ساء منظره |
ثغراً قبيحاً هلامياً وأجفانا |
عذراً، فوالله إنا لا نريد لكم |
إلا صلاحاً وإصلاحاً وإحسانا |
إنا لنلقى بأشذاء ابتسامتنا |
وحبنا، كل من بالحب يلقانا |
لكنكم قد رسمتم ألف دائرةٍ |
ملأتموها لنا ظلماً، وعدوانا |
ما بال حرية الدِّين التي هتفت |
بها الهواتف، تغدو اليوم بهتانا |
ما بال باريس تنسى اليوم ما رفعت |
من الشعارات أشكالاً وألوانا ؟! |
حرية الرأي في ميزانها انقلبت |
فأصبحت لكتاب الظلم عنوانا؟ |
ما بال تنويرها المزعوم صار دُجيِّ |
يخفي لصوصاً وأشباحاً وغيلانا؟! |
يا بُؤس ثورتها الكبرى قد انتحرت |
بوهمها، ومحت بالظلم ما كانا |
يا من ركبتم ظهور الوهم في غلس |
هذا هو الفجر جلاكم وجلانا |
حرية الدين، كنتم ترفعون بها |
صوتاً، فكيف تلاشى صوتها الآنا ؟ |
إنا نقول لكم، والليل ملتحفّ |
بوحشةٍ أشعلت للرعب نيرانا: |
من كان مولاه شيطاناً يضلله |
عن الطريق، فإنّ الله مولانا |
ومن تهاوت به في الوحل غفلته |
فإن إسلامنا بالوعي رقانا |
ليلى، ولبنى، وسعدى، والرباب، على |
منهاج خالقنا يُشرقن إيمانا |
فما لنا، ولمن يمشين في لجج |
من الضياع، ومن يأخذن أخدانا؟! |
نهر العفاف من القرآن منبعه |
لولاه لم تورف الأخلاق أغصانا |
نهر تدفق لم تترك روافده |
جدباً، يقنط في البيداء ظمآنا |
في ديننا الخير للدنيا وساكنها |
ولم يزل لدعاة العدل ميزانا |
سلطانة في قلوب الناس، منشؤه |
من صدقه، وكفى بالصدق سلطانا |
يا صرخة خرجت من ثغر قافيتي |
وسافرت في نواحي الكون ألحانا |
مدِّي نداءك فالآفاق مصغية |
وشنفي بجميل القول آذانا |
شتان بين حجاب تستضيء به |
أنثى، وبين ظلام العري، شتانا |