لقي
ما لا يقل 105 اشخاص مصرعهم وجرح العشرات في انفجار سيارة في سوق مزدحم
بمدينة بيشاور الباكستانية.وتقول الشرطة الباكستانية إن الانفجار نجم عن
سيارة ملغومة، كما نقلت وكالة فرانس برس عن المتحدث باسم الشرطة أنور شاه
في غرب أفغانستان قوله "كان هجوما ضخما سمع دويه في كافة انحاء المدينة
تقريبا"، مضيفا ان العديد من السيارات وواجهات المحلات تحطمت جراء
الانفجار.
وعرض التليفزيون الباكستاني صورا لمتاجر
ومبان وقد اشتعلت فيها النيران من جراء الانفجار فيما كان الدخان الكثيف
يتصاعد في سماء المنطقة.
وصرح مصدر طبي أن المستشفى الحكومي في بيشاور يعاني من نقص في إمدادات
الدماء لمواجهة حالات الإصابة، حيث استقبل المستشفى حوالي 213 جريحا.
وذكرت مصادر طبية أن معظم القتلى من النساء والأطفال، كما وجه بعض الأطباء نداء إلى السكان للتبرع بالدماء.
وأكد مصدر أمني لوكالة الأنباء الفرنسية أن بعض الأشخاص لا زالوا تحت أنقاض المتاجر المدمرة.
وقال شاهد عيان لوكالة اسوشييتد برس "هناك العديد من الجرحى، لقد
حاولنا مساعدتهم لكن لم تكن هناك سيارات اسعاف، لم تكن هناك شرطة، الشرطة
والحكومة لم تساعدنا".
"كفاح متواصل"
في هذه الاثناء، أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، في
تصريحات من باكستان عقب التفجير، أن واشنطن ستقف إلى جانب اسلام اباد في
قتالها "ضد الجماعات الوحشية المتطرفة".
وأضافت في مؤتمر صحفي "إن باكستان تخوض كفاحا متواصلا ضد الجماعات المتطرفة العنيدة والشرسة التي تقتل الأبرياء وتروع المجتمعات".
وعبرت كلينتون عن تضامن بلادها مع باكستان قائلة "هذا كفاحنا نحن أيضا،
ونشيد بالجيش الباكستاني لقتاله الشجاع، ونقف جنبا إلى جنب مع الشعب
الباكستاني في قتاله من أجل السلام والأمن"
وأضافت "سنمدكم بالمساعدة التي تحتاجون إليها".
وتأتي زيارة كلينتون، التي تستمر ثلاثة ايام، في وقت تتزايد فيه
الهجمات التي تشنها حركة طالبان وتنظيم القاعدة في الأراضي الباكستانية.
وتزور كلينتون باكستان لمناقشة مخاوف الولايات المتحدة من تزايد تلك الهجمات وأمن السلاح النووي الباكستاني.
وإضافة إلى العديد من المسؤولين العسكريين والسياسيين البارزين، من
المتوقع أن تلتقي كلينتون بعدد من النازحين الذين فروا من القتال في جنوب
وزيرستان.
وتعتبر باكستان حليفا رئيسيا للولايات المتحدة في الحرب التي تشنها على
تنظيم القاعدة وحركة طالبان في الوقت الذي تواجه فيه القوات الدولية
والأمريكية تصعيدا في الهجمات التي تستهدفها في أفغانستان المجاورة.
صفحة جديدة
وقالت كلينتون للصحفيين على متن طائرتها اثناء الرحلة إن زيارتها تشكل
"صفحة جديدة" وإن بلادها ترغب في توسيع إطار العلاقات مع باكستان ودعم
الحكومة وتعزيز المؤسسات المدنية "والبرهنة على التزامنا طويل الأمد" تجاه
هذا البلد.
ويشن اكثر من ثلاثين الف جندي باكستاني منذ 17 اكتوبر/تشرين الأول
عملية تهدف الى طرد طالبان من معقلهم في جنوب وزيرستان في المناطق القبلية
المجاورة لافغانستان.
وتشهد باكستان منذ اكثر من سنتين سلسلة هجمات اسفرت عن سقوط حوالى 2300
قتيل شن معظمها انتحاريون من حركة طالبان باكستان التي اعلنت ولاءها
لتنظيم القاعدة.