القدس المحتلة في 27 اكتوبر / سما / ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية في عددها الصادر اليوم ان كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة يستعد لتنفيذ عملية استراتيجية واسعة النطاق في الاراضي الاسرائيلية.
وحسب تقدير محافل في جهاز الامن الاسرائيلي ستركز العملية أساسا على محاولة اختطاف جندي او جنود بهدف تشديد الضغط على اسرائيل لتنفيذ صفقة تبادل الاسرى في ضوء الجمود في المفاوضات حول الجندي الاسرائيلي الاسير في قطاع غزة جلعاد شليت.
وحسب تلك المحافل فانه يجري الاستعداد في اسرائيل لسيناريو دخول مقاتلين فلسطينيين الى بلدة اسرائيلية واختطاف مواطنين ونقلهم الى قطاع غزة – أحياء أو أموات.
وتقول الصحيفة انه "في اطار المتابعة لنشاطات حماس تبين ان المنظمة هربت الى غزة دراجات عبر الانفاق من مص ولاحظوا في الجيش تدريبات مكثفة تجريها مجموعة راكبي الدراجات في جنوب القطاع" مشيرة الى ان " النموذج لتنفيذ عملية بواسطة دراجات اخذ مباشرة من النظرية القتالية لحزب الله الذي نفذ في الماضي سلسلة من العمليات والاغتيالات بواسطة راكبي الدراجات والدراجات المتفجرة.
وبالتوازي تقول الصحيفة ان حماس اعدت بضع عشرات من السيارات المفخخة التي ستستخدم لاقتحام الجدران أو الانفجار على استحكامات للجيش الاسرائيلي حيث يتم تحميل السيارات باطنان من المواد المتفجرة وهذا يفسر الوتيرة المتزايدة لتهريب المواد المتفجرة الى غزة.
وفي الاشهر الاخيرة كما تفيد محافل الامن الاسرائيلي فقد تم تهريب مئات الاطنان من المواد المتفجرة ذات المواصفات والمواد الكيماوية لانتاج المواد المتفجرة الى القطاع وكل ذلك من اجل تجهيز السيارات المفخخة.
وفي اطار الاستعدادات في منطقة وسط القطاع نفذت "كتيبة مخيم نصيرات" لمنظمة حماس حسب الصحيفة مناورة اختطاف جندي اسرائيلي، شارك فيها نحو 400 من جنود الكتيبة حيث تضمن احد السيناريوهات مناورة اختطاف جندي يقوم باعمال داخل اراضي القطاع، بقرب الجدار، وسيناريو آخر تضمن اقتحام لجدار الفصل واختطاف جنود من سيارات تتحرك على المحور في الجانب الاسرائيلي من الحدود.
ويتبين من مصادر الامن الاسرائيلي "أن حماس بنت في الاسابيع الاخيرة مبانٍ مؤقتة الى جانب الحدود وانزلت فيها مراقبين حيث تقدر الاوساط الامنية الاسرائيلية" بان بعضا من المباني ترمي الى اخفاء نشاط حفر الانفاق من غزة الى داخل ارض اسرائيل لاغراض نقل المهربين أو ادخال مواد متفجرة لتفجير الانفاق".
وتقول نقاط المراقبة لدى الجيش الاسرائيلي بان حماس تجمع معلومات استخبارية مكثفة عن النشاط العسكري الاسرائيلي على طول الحدود مع غزة ليل نهار حيث يدرس رجال حماس والجهاد الاسلامي وسائل المراقبة لدى الجيش الاسرائيلي ويفحصون نقاط ضعفها مشيرة الى انهم "يفحصون مثلا كيفية التجاوز لوسائل المراقبة من خلال الاندفاع السريع نحو الجدار في وضح النهار وزرع عبوة على الجدار دون أن تتمكن وسائل المراقبة من ملاحظتهم عند عملهم كما يفحصون سرعة رد الجيش الاسرائيلي وقدرته على تشخيص هذه العبوات".
ويلاحظ الجيش الاسرائيلي حسب الصحيفة زيارات لكبار المسؤولين في الذراع العسكري لحماس الى منطقة الحدود، حتى من اولئك الذين ما كانوا ليتجرأون على الاقتراب من الحدود قبل التهدئة.
و استعدادات حماس لتنفيذ عملية استراتيجية تنخرط حسب الصحيفة بالنبأ الذي أفاد بان المخابرات الاسرائيلية اعتقلت رجل الذراع العسكري للمنظمة من رفح جمال ابو دوابة، الذي اعتقل قبل نحو شهر بصحبة بدوي رافقه وتبين أنه ارسل من محافل رفيعة المستوى في الذراع العسكري لحماس عبر الانفاق من غزة الى سيناء ومن هناك الى الاراضي الاسرائيلية، بهدف اختطاف جندي تحت غطاء تنفيذ صفقة مخدرات وقد خطط لتخدير الجندي المخطوف وادخاله الى القطاع عبر نفق في رفح.
وتستعد قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال حسب الصحيفة للتصدي لهذا التهديد من خلال تصعيد حالة التأهب، وتغيير أنماط العمل وتغيير أوامر فتح النار. الا احدى المشاكل المركزية للجيش الاسرائيلي حسب مصادر امنية اسرائيلية هي "مجال الردع" الضيق الذي للجيش منذ اعلان التهدئة" فمنذ بضعة اشهر والجيش الاسرائيلي لا يعمل على نحو دائم في الجانب الفلسطيني من الجدار وهكذا فان كل عملية ستبدأ عمليا من الجدار نفسه وفي مثل هذا الوضع فان المسافة من الجدار حتى جنود الجيش الاسرائيلي العاملين في المنطقة او حتى احدى البلدات المجاورة هي دقائق معدودة فقط.
وقال مصدر عسكري كبير لصحيفة "يديعوت احرونوت" بانه لا يوجد في قيادة الجيش الاسرائيلي توافق في الرأي حول الارادة والنية لحماس للحفاظ على التهدئة الا ان الفرضية المركزية في الجيش تقول ان حماس بالفعل ترغب في الحفاظ على التهدئة – التي تخدم حاليا مصالح المنظمة في القطاع اضافة الى ذلك فان عملية تؤدي الى اختطاف جندي تساوي في نظر حماس ثمن خرق التهدئة.