غزة – فضائية الأقصى
نائب مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في قطاع غزة "سيباستيان ترييف" إنه تبين لـ "الأونروا" التي تعمل منذ 60 عاماً على تقديم الخدمات التعليمية والصحية والمساعدات الإغاثة للشعب الفلسطيني أن نحو 20 ألف أسرة في قطاع غزة تعيش تحت خط الفقر المدقع، وأن نحو 8 آلاف أسرة من هؤلاء يعتبرون من أفقر فقراء العالم.
وكان" ترييف "يتحدث في اجتماع عقدته "أونروا" في قاعة مركز النور للمكفوفين بمدينة غزة في إطار التواصل المجتمعي وإطلاع المواطنين على آخر المستجدات بالنسبة لعملية إصلاح برامج ومشاريع الوكالة في قطاع غزة.
وأشار إلى أن الوكالة ملتزمة بتقديم المساعدات الإغاثة الدائمة والطارئة العينية منها والمالية للفقراء، لأن هدفها هو التركيز في مساعداتها على أفقر الفقراء لانتشالهم من حالة الفقر هذه. وأضاف إنه تبين من خلال التمحيص والتدقيق أن هناك فئة لم يعرف عددها بعد ربما يكونون فقراء، لكن الوكالة لا تعرف كيفية إيصال المساعدات لهم، وبالتالي تعمل الآن على مشروع اسمه "دراسة مستوى الفقر في غزة"، حيث من المطلوب من هذه الأسر اللاجئة الفقيرة التي ترغب في تلقي مساعدات إغاثية من الوكالة أن تعبئ نموذج طلب تحصل عليه من مراكز توزيع التموين كل حسب منطقة سكناه، حتى تستطيع الوكالة دراسة طلب كل أسرة على حدة، وذلك ضمن جهودها المستمرة الرامية لتحسين الخدمات المقدمة للفئات الأكثر فقراً من اللاجئين الفلسطينيين.
تقديم خدمات أفضل للفقراء
وقال ترييف إنه ليس بالإمكان من خلال ما تنتهجه الوكالة من سياسة الآن القضاء على الفقر في غزة، لكنها ستعمل خلال الشهور الستة المقبلة قدر الإمكان على تقديم أفضل الخدمات للفقراء من حيث كم وتنوع وجودة المساعدات، حيث سيجري منذ منتصف الشهر الجاري العمل على زيادة حجم البرنامج الغذائية أيضاً في المدارس ليشمل كافة مدارس الوكالة في القطاع.
وذكر أنه وخلافاً للماضي فمن الممكن أن يتلقى جميع المواطنين الذين بلغوا سن الستين فما فوق مساعدات من الوكالة، وذلك لعدم توفر عمل لهم كما كان متاحاً لهم في السابق، كما أنه في إطار دعم المواطنين المتضررين نتيجة هدم منازلهم ويتلقون من الوكالة بدل إيجار يمكن دفع بدل إيجار لكبار السن حتى ولو بقي شخص لوحده في منزل مستأجر، خلافاً لما كان عليه في السابق حيث كان يتم دمجهم مع أسرهم.
"أونروا" وحدها لا تستطيع
ولفت إلى أن "أونروا" لا تستطيع أن تُلبي جميع احتياجات المواطنين، ولن تستطيع أن تقوم بكل شيء، فهناك أشياء بمقدورها القيام بها، وأشياء أخرى هي فوق قدراتها، لأن هذه المساعدات تعتمد بالأساس على حجم الموارد المالية التي تصل للوكالة، وإلا فمن الممكن تحسين المساعدات في جانب وخفض مستوى التحسين في جانب آخر.
البرامج التعليمية
من جهته، تحدث عبد الله العاصي مساعد نائب مدير عمليات "أونروا" في غزة عن المشكلات والانجازات في البرامج التعليمية التي أدخلتها الوكالة مؤخراً لتحسين مستوى التحصيل العلمي لدى الطلاب، قائلاً إن إدخال الوكالة برامج تعليمية وأساليب ووسائل لنظام التعليم جاء بعد أن تبين لها تدني وتدهور المستوى التعليمي عند جميع الطلاب في المرحلتين الأساسيتين لاسيما مادتي اللغة العربية والرياضيات، الأمر الذي جعلها تأخذ ببعض الأفكار والمقترحات التي قُدمت لها من خلال عدة اجتماعات عقدها مدير الوكالة جون جينج، وهي وقف الترفيع الآلي للطلاب، وتعيين معلم مساند، ووقف العنف في المدارس، وإعطاء صلاحيات أكبر لمدراء المدارس على اعتبار أنها إجراءات داعمة.
وأشار العاصي إلى ما حدث العام الدراسي السابق، حين اتخذت الوكالة قراراً بعقد امتحانات الفصل الأول بشكل سري، إذ تبين انخفاض وتدني مستوى الطلاب وزيادة نسبة الرسوب، معتبرا أن هذا وضع الوكالة أمام حقيقة وضع الطلاب ونتائجهم الحقيقية لأول مرة منذ 60 عاماً، حيث تبين لها أنه ورغم كل ما قدمته من برامج داعمة ومساندة فمازال هناك ما نسبته 35% يرسبون.
وأكد أن الوكالة اتخذت هذا العام قراراً يقضي بعدم التركيز على مادتي اللغة العربية والرياضيات فقط .. بل على جميع المواد وخاصة الدين والتعمق فيه وفي الآيات القرآنية والأحاديث النبوية فيه، وعلى مادة حقوق الإنسان والتعمق في المبادئ العامة لحقوق الإنسان. وفي ختام الاجتماع المطول طالب ترييف الدول العربية بأن تحذو حذو الدول الأوروبية في تقديم مساعدات مالية للأمم المتحدة حتى تتمكن من تقديم كل احتياجات اللاجئين الفلسطينيين، لأن زيادة المساعدات مرتبطة بزيادة التبرعات المقدمة للوكالة.
تاريخ الخبر : 11/11/2008