[size=24][center][b]
الكارما :هي عقيدة الجبرية والأساسية في الديانة الهندية وتقول أن كل عمل أو تصرف يصدر عن الإنسان لهو مقدر له .
وسنذكر هنا أربعة قوانين جوهرية , متدرجة ومتسلسلة على الشكل التالي :
1- القانون الاجتماعي ، والنظم النافذة لدى البشر .
2- القانون الأخلاقي .
3- قانون الكثافة الروحية .
4- قانون كارما.
والقانونيان الأوليان ، يتمتعان بالآمر الأرضي ، كالوصايا العشر ، للنبي موسى ((ع)) . أما الاثنان
الآخران ، فهما منتزعان من العالم النفسي ،وبتدخل متأخر ، وهم قوانين المحصلة النهائية .
القانون الإجتماعي ، والنظم النافذة عند البشر :
وهي التي تشكل الفرامل الضرورية ، لشهيتنا ، ورغباتنا وتمنع التجاوزات والإسراف . فالحقوق
تحدد متطلباتنا الكثيرة ، بتجديد ما هو مسموح به ،وتدوين القوانين هوا لذي يشكل غرضنا في عرض
فكرتنا إضافة إلى الإقرارات التي تنطلق على خرق الشرعية القانونية . وهي تنظم بالتالي التقارير الاجتماعية وتنظيمية عمل الدولة .
القانون الأخلاقي :
وهو الذي يقوم بعملية الدفاع ويعلن العقوبة ، ولكنه يوافق على ، ويستحسن ، ويشجع ، ويجزي العطاء
فالتصديق والموافقة على الأمور ، ليست فقط من مهمته ،ومن جهة أخرى ، فإنه ، لا يشكل تحديدا وعن سابق إصرار ،تقادمه ، المتحولة والمتغيرة حسب الوسط الإجتماعي الذي منه تنبثق وتجاوز ممنوعاته
وعطاءاته ، تجر إلى رفض الآت أو الرأي .
فالقانون الأخلاقي هو الذي يستدعي الإرادة الطيبة أما الرياء والنفاق فيمكن أن تؤدي إلى اللاعقاب والحالة هذه ، فإن القانون وحده يكون القادر على أرضاء الإلحاح أو الحاجة المطلقة . ولهذا إن الإنصاف والعدالة المتكاملة ، تتطلب من القوانين الأرضية أن تكون في شكل من أشكالها معتمرة بالنصوص العليا.
حيث لا يمكن لشيء أن يفلت وهو الذي يصحح الظلم والعسف وأخطاء عدل ناقص ، هذه النصوص إن هي إلا قانون الكثافة الروحية أولا ، وهي بعد ذلك الكارما .
قانون الكثافة الروحية :
إن الأوساط الروحانية ، والأديان الشرقية ، تعتبر بأن الحياة ، تتابع مع ما وراء اللحد ، مع عودة إلى
الأرض بشكل دوري ، وعقيدة التقمص ، تعتبر حاليا هي الأكثر انتشارا على نطاق عالمي ، ومقبولة
لأنها كمدركة بالحواس ، وتظهر بالكشف .
فبعد ((الممات )) نتعرض حسب تطورنا ، أي تبعا لجسدنا الفيزيائي ، لضمان الكثافة الروحية ،وبكلمات
أخرى ، فإن مكاننا ضمن الخريطة الكونية يعتمد على درجة تقدمنا الروحي ،وعندما تتحرر النفس من إطارها المادي ، ويفنى الجسد المادي فإن النفس تغادر إلى عالم لا يوجد فيه نفاق وأو رياء ، وحيث يتوافق فيه وزنها حقا مع مقتنياتها ،ومكتسباتها .
ويمكننا شرح عالم تصنيفات الأرواح ، في مختلف المناطق النجمية ، بطريقة تعميم مبدأ أرخميدس :
فكل جسد نفساني ، يسبح في الحياة الآخرة ، يخضع إلى دفع متصاعد ((قوة نابذة )) تتناسب مع فضائله
وجذب أرضي هابط أو مندفع نحو المركز ، وبعلاقة مع ماديته ، ومع نقائصه وعيوبه ، ومجموع هاتين
القوتين المتضادتين ، والمتعاكستين ،يحدد مكان غايته ومصيره، تتدخل أيضا عوامل مصححة لذلك المسار ، هو قانون أفعال الحياة الداخلية ، في الامتصاص ، الذي هو قانون كارما ، ومدة الإقامة تعتمد على ما كنا عليه كما هي تتابع تصاعدي ، أو ركود وخمود ، فإحداها مسرفة في إشعاعية المناطق بنور قوي ، والأخرى تولد ، وتتسبب في القلق المضن للعتمة الخاصة بالطبقات السفلى .
هذه الآلية ، لا تجري بطريقة مطلقة ، متساوية مع ميزان يقوم بعملية الوزن ، لأن هناك عامل آخر وهو عنصر ذكي يقوم
بتصعيد أو تخفيف ، معاقبة أو أجزاء ، يمسك أو يقود . فقانون الكثافة الروحية يحتوي في الواقع على بعض المرونة ،
وياغي في ذات الوقت كل صلابة ، لأن القانون القاسي والصلب يعني أيضا جور وظلم في القمة العليا ، وإمكانية الإخفاق تعطى إلى ذاك الذي يتندم ، وذاك الذي تغيب في لحظة من الاضطراب .
_ ويمكن القول ، بأن قانون الكثافة الروحية هو التمهيد للكارما : وهي الكارما بعد الموت الجسدي ، ولذلك الذي يقوم بالفعل قبل التقمص . وهي درجة ما بين النفوذ ، وبين المادة ، والجسد ، وهي التي تشكل الكثافة الروحية للفقيد .
ومن أجل إضاءة مختلف المواقف ، التي يكون فيها الجسد الفيزيائي قادرا على الاستقبال في الخريطة الروحية ،ولنمثله على
شكل فقاعة ، مفرغة ، وطافية على سطح سائل ، وكذلك روحنا المهذبة ، في أعلى قمة الإيتر . ولكن تبعا لهذه الفقاعة ، التي
ستكون أقل أو أكثر شحنا من هذا السائل الذي يمثل المادة ، فإنها ستغوص إلى مستوى أكثر أو أقل انخفاضا ، وعلى هذا النسق
فإن الروح التي تحتل مخططات ، تكون دائما أكثر انخفاضا تبعا لأكثر نفوذية من لدن المادة .
وهكذا ، فعندما يتحرر الجسد النفسي من الجسد الفيزيائي ، فإنه يعود للتواجد بين الآخرين ، الذين يتمتعون بذات الكثافة الروحية ، ويمكنه أيضا أن يعجب في الأفكار المشابهة التي كان معجبا فيها على سطح الأرض . وهكذا يعود إلى البحث في أماكنه القديمة المفضلة والمصطفاة ، وبذات الأحاسيس .
وبمتابعة تجميع الجزيئات المادية ، فإنه يركد حتى لحظة التقمص الجديد ، ويمكنه أيضا ، على العكس من ذلك ، أن يعدل ويغير لصالح ندم أو أسف ،باحثا عن مخرج . وهكذا فإنه يخفف شيئا من المادة ، بينما تتصاعد كثافته الروحية ، حتى وصوله نحو الخرائط العليا للروحانيين الخبراء في تعليم المعرفة بالحياة الثانية .
وهناك بعض الأرواح ،تقضي وقتا طويلا في التعرف على بعضها البعض في الحياة الأخرى ، حيث تكون صماء وعمياء
في مناطق الظلام والعتمة .
والوميض الضعيف المنبثق من كياناتهم ،لهو الإضاءة الوحيدة فقط ، وانسياب الأيام ، وتتابع الأشعة الشمسية والقمرية التي
تعين الاتجاهات والوقت ، فهي غير موجودة ، ولا حتى عقارب الساعات التي تبعث على الضجر واليأس الطويل ، فيبقون
ضمن اهتماماتهم القديمة حتى لحظة عودتهم الثانية إلى الأرض ، حيث تتم ولادتهم ضمن جسد جديد ((متقمص)) وهكذا فإنهم يجابهون القانون التالي .
قانون كارما :
الكارما ، تعني مجموعة الأحداث المحيطة بالكائن البشري ، لحظة التقمص والتي تقرر قدره .وهذا القدر ، لا يأتي مصادفة ، ولا بشكل أعمى ، لأنه يتحدد من خلال الحياة الماضية ، وحيث أن المظاهر الإيجابية والسلبية ، تكون موضوع رقم جبري ، يقوم
بإلغاء أو إزاحة الحسن أو السيئ ، بدرجات قد تكون متفاوتة ، وهكذا نكون مكرهين ، منذ تلك اللحظة على تصحيح أخطائنا
حتى ولو كان الأمر بشكل غير إرادي ، والموافقة على نفعية خبراتنا ليس فقط بالنسبة لمحيطنا ، ولكن أيضا إلى أي كائن
قابلا أن يصبح قريبا في تقمص جديد .
وكل فعل من أفعالنا ، السعيدة أو التعيسة ، تحتوي على نتائج مشابهة إلى تلك التي نحن متقدمين ومحددين من خلالها :
فيتجلى الحسن ، والسيئ ،واللامبالاة ،لكل على حدة ، وليس المقصود هنا تطبيق قانون الثأر ( كالعين بالعين والسن بالسن )
ولكنها عودة ، دقيقة وصحيحة وهي بالتالي تشرح لماذا يوجد بعض من البشر مفعم بالسرور ، وآخرين مكبلين بالتعاسة
وبهذا الصدد فإننا سنتحدث بكل طيبة خاطر عن الحظ ، وسوء الحظ الموؤل بشكل جزئي إلى الرب .
ونقول ((بدى ، تبدى)) لأن معايناتنا هي في الغالب وهمية ولا يوجد أحد يمكنه أن يعلن عن كونه سعيدا قبل مماته الفيزيائي
ولنجتهد في تثمين تجاربنا ، بالتمسك بالصبر والأمل .
هناك مخففات وملطفات ، يؤدي الكشف عنها في دراسة هذه الغوا مض ، تصحح وتعدل من هذه لخريطة القدرية الجوهرية أساسا
وبالإضافة إلى ذلك فإن مستقبلنا قد وضع بطريقة لا تمحى ،ويبقى الحكم الحر و الوحيد هو تفكيرنا ، وحسب مبدأهم ، فباعتبار
أننا نمتلك كالأرض ذاتها خطوطا كونية ثابتة ، فإن أفكارنا تبقى الوحيدة القادرة على توليد خطا كونيا جديدا ، من أجل وجودنا القادم .
فلما لا نقوم بمساعدة الآخرين ، كإنقاذ احدهم من حادث ما ، أو العناية بمريض ، أو بمساعدة تلميذ، وما هو الشئ الأفضل من هذا
طالما ، أن جميع الأعمال ، ستكتب ؟ مكتوب ، هي الكلمة التي يستعملها العرب ، للتعبير عن الجبرية والقدرية ، ولحسن الحظ ، فإننا نمتلك بشكل مبدئي وثابت لا يتغير حكمنا الحر ،ولإرادتنا ، لنلعب بها على خطوط القوة ، وداخل كادر ، مؤطر من قبل الكارما ، ولهذا فإن حريتنا ، ليست إلا كيان علائقي .
ولكنه ، هنا أيضا ، يصبح مكن المناسب التمييز ، شريطة أن لا نصغر الإنسان ، إلى موديل وحيد خاضع لقوانين متعذرة الإمساك
لأنه يصبح في مستطاعنا التأكيد ، بأن كل فرد يختلف عن الفرد الآخر ، وفي جميع الحالات ، فإن طرق التفكير ، متأثرة بشكل
خاص بواسطة طراز الغداء . وإليكم كيفية حدوث ذلك .
إن الهرمونات التي تتدخل في آلية التنظيم الكيميائي لأعمال و وظائف الأعضاء ، تنتقل مبتعدة عن الأعضاء المفرزة لها –((كالغدد الصماء )) – ورسائل التأثير المحرضة أو المانعة أو لتلك التي تختص بالدماغ بشكل خاص ، وتتفاعل بكميات متناهية بالصغر