:x
دمشق ـ المركز الفلسطيني للإعلام
أوضح الأستاذ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن حركته الآن، وبعد فوزها بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني في الانتخابات، ستعمل على ثلاثة محاور رئيسة، هي: التشاور فلسطينياً مع أبو مازن وفتح وجميع الفصائل والقوى والأحزاب والشخصيات من أجل إدارة القرار الفلسطيني، وإطلاق قاطرة الإصلاح في جميع المؤسسات الفلسطينية، والأمر الثالث هو التواصل مع المحيط العربي والإسلامي والدولي على قاعدة الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.
وأكد الأستاذ مشعل خلال مؤتمر صحفي عقده في فندق سميرا ميس بعد ظهر اليوم السبت (28/1) وسط العاصمة السورية دمشق، أن فوز حماس في الانتخابات التشريعية لم يكن صدفة، بل كان ضمن برنامج مدروس وضعته الحركة، بهدف إصلاح المؤسسات الفلسطينية وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، وحماية المقاومة وتعزيزها، معتبراً أن دخول حماس للمجلس التشريعي، هو الحلقة الأولى في برنامج الإصلاح والتغيير في المؤسسات الفلسطينية.
وأشار مشعل إلى أن العديد من القادة والزعماء العرب والمسلمين، وشخصيات عربية وإسلامية كبيرة اتصلت بالحركة مهنأة بالفوز الكبير الذي حققته في الانتخابات التشريعية، مضيفاً أن الحركة من جانبها بادرت أيضاً بالاتصال مع العديد من الدول العربية والإسلامية والأوروبية، وغيرهم، مشدداً على أن حماس في تحركاتها السياسية ستجسد وتمثل المطالب الوطنية للشعب الفلسطيني وحقوقه في الحرية والاستقلال والعيش الكريم، وإطلاق سلاح جميع الأسرى والمعتقلين.
وشدد مشعل على تمسك حركته بتحرير الأرض الفلسطينية وتحرير القدس وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين، وتفكيك المستوطنات والتمسك بالمقاومة وبسلاحها.
ولفت مشعل إلى أن حركة حماس كانت وما زالت تمد يدها للجميع من أجل المشاركة في صناعة القرار الفلسطيني وإدارة دفة النظام السياسي الفلسطيني، وأكد على أن الذي يراهن بأن حماس ستفشل هو مخطئ، وقال: نمتلك إيماناً وإرادة ونتملك التفافاً شعبياً واسعاً، ونستند إلى تفويض شعبي، مضيفاً أن حماس لا تسعى لإقصاء أحد وإنما تريد الشراكة السياسية مع الجميع، محملاً من يحاول تعطيل الشراكة السياسية مسؤولية عدم الاستجابة لمصالح الشعب الفلسطيني.
وفيما يتعلق بتشكيل الحكومة الفلسطينية، أكد مشعل رفض حركته لسياسة الضغط من خلال عامل الزمن، مضيفاً أن السلطة وحكومتها، تتحمل مسؤولياتها في هذه المرحلة الانتقالية إلى حين تشكيل الحكومة المقبلة.
ونوه مشعل إلى أن فوز حماس في الانتخابات يأتي في ظل وضع اقتصادي فلسطيني سيء للغاية، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية تريد معاقبة الشعب الفلسطيني على اختيار ممثليه في المجلس التشريعي. وطالب المجتمع الدولي بمد يد المساعدة للشعب الفلسطيني، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني لن يعيش على التسول، ولن يقايض حقوقه الوطنية الثابتة بالمساعدات الخارجية.
وأكد مشعل أن حركته ليست في مأزق، كما يصوّر البعض، كما أن حركة فتح والشعب الفلسطيني ليس في مأزق، مضيفاً أن "إسرائيل" هي التي في مأزق، ومشدداً على أن حماس ستعالج، وفق برنامجها، كافة المشاكل الأمنية والسياسية والاقتصادية.
وأوضح مشعل أن العلاقات السياسية الفلسطينية مع الجانب الصهيوني، كانت قبل فوز حماس في المجلس التشريعي، قد وصلت إلى طريق مسدود، لافتاً إلى أن (إسرائيل) لا تعترف بالحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، وماضية في مشروعها العدواني ضد الشعب الفلسطيني.
وأبدى مشعل استعداده لتوحيد السلاح الفلسطيني ضمن "جيش" أسوة بباقي دول العالم، ومن مهام هذا الجيش حماية الشعب الفلسطيني وانتزاع حقوقه، مشدداً على أنه لن يكون هناك انتقال وظيفي لكتائب الشهيد عز الدين القسّام في دورها في المقاومة وحماية الشعب الفلسطيني.
وحول الاتفاقيات التي وقعتها السلطة، وموقف حماس منها، أكد مشعل أن الحركة ستتعامل بواقعية دون التخلي عن ثوابتها، وستحترم الالتزامات الفلسطينية بشرط أن تكون تلك الالتزامات تصب في المصلحة الوطنية الفلسطينية. وشدد على رفضه لسياسة الإملاءات الخارجية.
كما أكد مشعل أن حماس لن تعترف بشرعية الاحتلال الصهيوني، مضيفاً أن حماس تؤمن بالمرحلية والتدرج والواقعية، وقال: سنقيم دولتنا على كل أرض نحررها، مشدداً على أن المقاومة حق مشروع ستواصل حماس ممارسته، وستحميه من خلال مشاركتها في التشريعي.
ووجه مشعل كلامه للإسرائيليين، مؤكداً أنه لا يوجد قيادة ولا زعيم في (إسرائيل) تستطيع أن تحقق لهم الأمن في ظل استمرار احتلال الأراضي الفلسطينية. وأشار إلى أن فوز حماس في "التشريعي" هو رسالة لـ (الإسرائيليين) بأن لا سلام ولا أمن مع الاحتلال، ونوه إلى أن حماس مستعدة لوقف استهداف المدنيين إذا ما أوقفت آلة الحرب الصهيونية استهدافها للمدنيين الفلسطينيين، مشدداً أن الشعب الفلسطيني يمتلك نفساً أطول في (الإسرائيليين) في الصمود، وأنه قادر على مواصلة مقاومته حتى إنجاز حقوقه.
ودعا مشعل المجتمع الدولي للضغط على الحكومة الصهيونية من أجل إطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين.
وفي ختام كلمته، طالب مشعل أعضاء وأنصار ومؤيدي حركة حماس إلى التواضع في احتفالاتهم وعدم الاستجابة لاستفزازات الآخرين، مشدداً على حرص حركته على الوحدة الوطنية وإشراك الجميع في القرار على قاعدة الإصلاح والمصلحة الوطنية العليا.