وكالات – فضائية الأقصى -
انتقدت خمسة وثلاثون منظمة فلسطينية في أوروبا بشدة الخطاب الذي أدلى به الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء، معتبرة أنه "محاولة للتهرب من مسؤوليته المباشرة في فضيحة إرجاء تقرير غولدستون، الذي يدين الاحتلال الإسرائيلي بصورة غير مسبوقة بارتكاب جرائم حرب ضد قطاع غزة".
وقال الدكتور عرفات ماضي، منسق المؤسسات الفلسطينية في أوروبا "إن تصريحات محمود عباس التي وردت في خطابه وبرَّرت تأجيل تقرير غولدستون؛ تشكِّل استهتاراً بالمواقف الفلسطينية الشعبية في الداخل والخارجي، إلى جانب مواقف المؤسسات الحقوقية الدولية التي عبّرت عن صدمتها واستهجانها لموقفه من التقرير".
وطالب منسق المؤسسات الفلسطينية في أوروبا بتشكيل لجنة محايدة للتحقيق في ملابسات "فضيحة إرجاء تقرير غولدستون التي تمت بطلب رسمي من السلطة الفلسطينية"، معتبراً أن حديث عباس عن تشكيل لجنة تحقيق فيما حدث، رغم نفي تشكيلها من قبل مندوب فلسطين في الأمم المتحدة، "أمر مستغرب، لا سيما إذا كان عباس يرى أنه لا يوجد خطأٌ في القرار؛ فلماذا يشكِّل لجنة تحقيق".
وجددت المنظمات الفلسطينية في أوروبا الطلب من الرئيس محمود عباس "بتقديم استقالته فوراً، بعد أن يعترف بالخطيئة التي ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني، وعدم الاستخفاف بالمطالب الجماهيرية الفلسطينية في الداخل والشتات بهذا الشأن، بل ومطالب مختلف مؤسسات حقوق الإنسان الدولية".
وأضاف ماضي "إن خطاب عباس كان فيه الكثير من التناقضات والمعلومات التي من شأنها تضليل الرأي العام الفلسطيني والعالمي"، مشدداً على أنه "لا يجب ازدراء الناس إلى هذا الحد"، على حد تعبيره.
وأوضح أن تبريرات الرئيس عباس بعدم توفر النصاب في مجلس حقوق الإنسان الدولي لتمرير تقرير غولدستون "أمر غير صحيح، تنفيه منظمات حقوق الإنسان التي كانت متواجدة في الجلسة، والتي أكدت بصورة لا تقبل التأويل أن 33 دولة على الأقل من مجموع 47 دولة كانت ستصوِّت إلى جانب التقرير؛ ما يؤكد توفر الأغلبية وينفي أي مزاعم أخرى".
وأكد ماضي أن المنظمات الفلسطينية في أوروبا كانت تتوقع موقفاً جريئاً من الرئيس عباس، وأن يتضمن خطابه اعترافاً بالخطأ وتصحيحه، رغم اعتراف مختلف أقطاب القيادة الفلسطينية وحركة "فتح" بذلك، مشدداً على ضرورة أن يتحمل عباس المسؤولية المباشرة عما جرى في جنيف