بداية اتمنى ان ينال موضوعي رضا مشرف القسم وكل من يقرأه
**************
عذراً إيها الجليل
عرفوك
فما استقاموا لانهم لم يهتدوا بهديك .. ولم يحذوا حذوك .. ولم ينهجوا منهجك ..
من القرآن الذي جئت به أتخذوا أحجية وتمائم علقوها في رقاب ابنائهم لحمايتهم .. فضيعوها بانحرفاتهم فانتكسوا بخطأ اعتقادهم وجهالة ممارستهم .
وجهلوك فتجنوا حتى اتخذوك ملاذاً يهربون إليك بانحرافاتهم عن دعوتك وانتكاساتهم عن رسالتك .
يتسمون باسمك ويتحدرون عن طريقك يسعون لزيارتك سعيهم لاكتناز الذهب وكسب اللقب .. يصلون في حرمك ذيوعاً لا خشوعاً فلم تكن صلاتهم إلا مكاء وتصدية .
يفتخرون بتسمية ابنائهم باسمك ويتباهون وهو يجهلون معنى اسمك فيأتي أبنائهم لا يحمدون ولاهم محمودون لا في الأرض ولا في السماء ويهملونك وقد حملوا اسمك دون ان يربوهم على هديك فيصبحون معرة للأسم ومهانة لقدسيته .
عذراً يا إمام المرسلين ..
أكدت أن الصلاة صلة العبد بربه من قطعها قطعه ومن وصلها وصله وها قد ضيعوا الصلاة وقطعوا الصلة وأخروها عن وقتها بحجة الانهماك في العمل وكانت اعمالهم بوراً .
وتفرقوا في تطبيقها شكلا وموضوعا فاختل صفهم وتهاوي بنيانهم وصاروا فرقاً ..
عذراً أيها الجليل ...
ها أنت تطلق الإشراقة فتبدد ظلام الكون وانها لاتعمى الأبصار ولكنها البصيرة وما اتعسها من لحظة تلك التي تعمى فيها البصيرة . ولقد استحل الناس كل شيء لانفسهم . واعتبروا الارض وجدت لتنبت لهم المن والسلوى دون سواهم وهم كغيرهم من الضالين يريدون ان يؤكدوا أنهم احباب الله فقط .
الناس شركاء في ثلاثة : النار والكلأ والماء ..
أما النار ويعوضوها الوقود ويعنيها النفط اليوم وهو نقطة نزاع وحروب وخلاف .
أما الكلأ فكل شبر يسيطر عليه الأقوياء دونما حق دونما حجة إلا لأنهم أقوياء ولا قوة إلا بالله .
وأما الماء عصب الحياة نجده يشح للمارسات الخاطئة واستغلاله وتلويثه من أجل صناعات هدفها إبادة البشر .
عذراً إيها الجليل ...
نشهد انك نصحت الأمة ولكن الأمة لم تكن ملتزمة وبعضها انحرف عن مسارك وخرج عن مدارك .
غن الخجل ليجللنا اليوم ونحن نرى اعداء دينك السمح وهو يحاولون تشويه مسارك والطعن في دعوتك النبيلة ونالوا منك .
كان مقامك فوق الجميع في الأرض وفي السماء فلا تثريب عليك بما فعل السفهاء منا فاغفر لنا واحتملنا فقد كان كتابك وبما جئتنا به : خير امة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ونعبد الله وحده فبدلنا ذلك جهالة وحمقا حتى صرنا نشتهي المنكر ونأتيه ونغفل ونتعامى عن المعروف فنضيعه فنعبد الذات ونعبد الخوف والطمع ونسبح باسم المال .
يضيعون الفريضة في سعيهم لزيارتك هذا يستلف وهذا يبيع أرضه وهذا يعطي رشوة ليضعوا له اسمه في لوائح الحجاج وينسون ان الحج لمن استطاع إليه سبيلا وكل الطرق السابقة ليست للحج سبيلاً .
يميل الناس إلى المظاهر ويهجرون الجوهر ويحبون أن ينادى الواحد منهم باسم الحاج وكأن الحج علامة تجارية لماذا لايسمى المسلم بالمصلي والصلاة خمس مرات في اليوم بينما الحج مرة واحدة في العمر ؟
النية هي الجوهر فكيف السبيل لنصل لجوهر الأمور لإصلاحها ؟