بدأت حرب 48 والقرية بدون سلاح لأكثر من سبب وأول هذه الأسباب هو الفقر، لكن الناس فيها ضحوا بالكثير مما كانوا يملكونه في سبيل شراء الأسلحة، فمن كان ميسورا اشترى سلاحا ومن لم يكن كذلك فقد باع إنتاجه الزراعي أو الحيوانات التي يعتاش منها.
وبلغ عدد السلاح في القرية عشر قطع منها القديم الذي لا يصلح للاستعمال مثل بندقية أبي وعمي والتي كانت من صناعة 1850 وبأربع طلقات، هذا التسليح إضافة إلى ستة بنادق حديثة وزعتها حكومة الانتداب البريطاني على حمائل القرية.
وحين احتلت قرية الجسير الواقعة إلى الغرب على مسافة كيلومترين وتم احتلالها بالأسلحة الحديثة في ذلك الوقت، مدعومة بعدد كبير من المشاة، خرج أهل الجسير من قريتهم شرقا وغربا من حقولهم التي يعملون بها، وذلك في شهر حزيران من عام 1948.
على أثر ذلك وجد أهل قريتنا وبنصيحة من الجيش المصري في الفالوجة أنه عليهم أن يغادروا القرية لمدة شهرين، بالفعل غادر أهل القرية إلى قرى بعلين وبركوسيا وذكرين.
وحين هوجمت تل الصافي في الليلة الأولى من رمضان في تلك السنة وفي شهر تموز أيضا نزحت تل الصافي ونزحت القرى المذكورة ومن لجأ إليها إلى بيت جبرين ومن ثم إلى الخليل، بعد سقوط بيت جبرين.
مقاومة ضعيفة" بدأت حرب 48 والقرية بدون سلاح لأكثر من سبب وأول هذه الأسباب الفقر، لكن الناس فيها ضحوا بالكثير مما كانوا يملكونه في سبيل شراء الأسلحة " |
أما المقاومة في البلد فقد كانت ضعيفة جدا، حيث بقي المسلحون وحدهم في القرية وعندما هاجمهم اليهود بأعداد كبيرة لم يستطيعوا الصمود لقلة عددهم وعدتهم، وقد سقط منهم أربعة شهداء، اذكر منهم عبد القادر محمد إبراهيم، والذي كان يحمل رشاشا خفيفا من نوع "ستن جن".
أما نحن فقد خرجنا إلى ذكرين ومن ثم إلى بيت جبرين، والى الدوايمة ثم عدنا إلى بيت جبرين وقضينا بها فصل الصيف، ثم احتلت بيت جبرين بعد أن احتلت "بوايك عطا الله" أي تم قطع خط المواصلات.
رحلت إلى بيت جبرين ومن رحل إليها أيضا اتجه إلى الخليل ونزلنا إلى واد سحيق في جبال الخليل وهو وادي "لنقر" ونزلنا في مغارة بقينا فيها لمدة شهرين تقريبا ثم اتجهنا إلى مخيم الفوار حيث أعلنت وكالة الغوث للناس عن إنشاء مخيم هناك، وبدؤوا بتوزيع الخيام على اللاجئين، نقلت بطاقة التموين من الخليل إلى المخيم حيث فتح هناك عيادة ومدرسة ومكتب لإدارة المخيم ومدرسة وعيادة.
وفي الشتاء كانوا يوزعون على الناس البطانيات والملابس الشتوية وغيرها، وكانت سياسة الوكالة منذ البداية تسير في طريق تصفية القضية الفلسطينية مثل مقاومة المدرسين والموظفين الوطنيين، ومثل وقف التموين عن الأسر الميسورة لتعتمد على نفسها في إعالة نفسها.
طريق الأردن
كان شاقا ووعرا، فقد أوقفت عن العمل في مخيم العروب، ثم أوقفت مرة أخرى عن العمل في مخيم الفارعة في شمال نابلس، ثم عينت معلما في مخيم الحسين بعمان، وصلت إلى عمان هنا وحدي، وتزوجت عام 1955 وقد كنت منقولا إلى مدرسة اللاجئين في الرمثا، وبقيت هنا في الأردن أما أسرتي فقد بقيت في مخيم الفوار.
عملت مدرسا في مخيمات اللاجئين، وأنا لم أطو صفحة فلسطين على الإطلاق، وفي الوقت الحاضر أنا في مخيم شنلر (حطين) قرب مدينة الرصيفة، لذا أنا لم أطو هذه الصفحة. وما دام هناك مخيم فهناك قضية فلسطينية، والمخيمات لن تذهب، والقضية ستبقى حية.
[img][/img]
أهداء الى صميل غزة