جدد أهالي كفر قاسم دعوتهم لدولة الاحتلال الإسرائيلي للاعتراف بمجزرتها في كفر قاسم التي تصادف اليوم الأربعاء ذكراها الثانية والخمسين، وسيتم إحياؤها بمسيرة شعبية وبوضع أكاليل الزهور على أضرحة الشهداء وتلاوة الفاتحة على أرواحهم.
وكانت اللجنة الشعبية في مدينة كفر قاسم داخل أراضي ال ،48 قد بعثت الأسبوع الماضي بمذكرات إلى الرئيس "الاسرائيلي" ورئيس الحكومة المؤقتة والوزراء أكدت فيها استنكارها لدأب المؤسسة الحاكمة على التهرب من الاعتراف بمسؤوليتها عن المجزرة، التي راح ضحيتها 46 مدنياً فلسطينياً.
وشدد رئيس اللجنة علاء عيسى في تصريح ل “الخليج” أمس أن “إسرائيل” تتهرب عاما تلو العام من مسؤوليتها عما اقترفته بحق الأهالي العزل، موضحا أنه لا "نسيان ولا غفران" حتى يعاد الحد الأدنى من الحق.
وأضاف لسنا طلاب حقوق مادية، وما يريده أهالي كفر قاسم أن تقر "إسرائيل" بالمجزرة.
وروى الحاج اسماعيل عقاب بدير أبو عزمي (17 عاما) الناجي من المجزرة بعد إصابته وبتر ساقه أنه اصطدم بثلاثة جنود ملثمين في مدخل كفر قاسم مساء الاثنين 29/10/،1956 وأضاف “أوقفوا كل من وصل في طابور ولما بلغ الحاجز ابن بلدنا سليم أحمد بدير قالوا له: صف يا كلب.. وما لبث الضابط أن أصدر أمره بالعبرية: احصدوهم وفعلا فتحوا النار علينا وكنت أسمع سليم يصرخ “يا أولادي”.
وأوضح أبو عزمي ل “الخليج” أن الجنود سارعوا لنقل الجثث من الشارع لكرم زيتون مجاور مشيرا إلى أنه تظاهر بالموت بعد إصابته بساقه وأضاف “عندها سمعت أحد الجنود يقول عبر جهاز اللاسلكي: لقد قتلنا أكثر من عشرين وكان القائد يجيبه: أكملوا".
وروى أبو عزمي بعيون دامعة أنه زحف على قدميه ويديه وسط العتمة نحو الجهة الشرقية وأنه تسلق شجرة زيتون ومكث عليها بعد أن لف موقع الجرح بخرقة طيلة يومين وأضاف "في البداية خشيت من نزول الشجرة ولاحقا عجزت عن ذلك لأن جرحي تفاقم وانتفخت ساقي بل صرت أشاهد الديدان تخرج منها وصباح يوم الخميس ناديت سيدة مرت قريبا مني ولم تسمعني بسبب ضعف صوتي وعندها رميت بنفسي فأحست بي واستدعت أهل البلد الذين نقلوني للمستشفى حيث بترت ساقي